اختراع الاسطرلاب :
أول من اخترع الاسطرلاب كان هم اليونانيين القدماء وبالتحديد في عصر أبولونيوس عام 255 ق.م ، ولكن أول من استعمله استعمالاً علمياً دقيقاً مبني على أسس ونظريات علمية كان هيبارخيوس اليوناني عام 180 ق.م حيث اكتشف تقدم الاعتدالين ، كما يعتبر هو المؤسس الأول للاسطرلاب .
ما هو الاسطرلاب ؟
هو عبارة عن أداة دقيقة تتكون من مجموعة من الصفائح المتحركة دائرية الشكل تكون ضمن صحن يسمى بالصحن الأم ، تصورّ عليها حركة النجوم في السماء حول القطب السماوي ، تستخدم في تطبيق القياسات الفلكية والملاحة وتعيين الارتفاعات والمسافات بين الأجرام السماوية وتحديد مواعيد فصول السنة ، سميت عند العرب المسلمين بذات الصفائح كما استخدموها في تحديد مكان القبلة ومواعيد الصلاة .
تركيب الاسطرلاب :
يتكون الاسطرلاب من مجموعة من الصفائح المتحركة دائرية الشكل والتي تكون ضمن صحن يسمى الأم الذي يبلغ قطره حوالي 15 سم ويصل سمكه حوالي 6.4 مم ، كما تحمل اللوحة الأم مقياسين أحدهما داخلي لقياس ساعات اليوم، والآخر خارجي لقياس الدرجات من 0 إلى 360، وتضم الأم قرصاً دائرياً مرسوم عليه إسقاط ثنائي الأبعاد لخطوط العرض الجغرافية للأرض ، وفوق الصحن الأم توجد صفيحة دائرية تسمى الشبكة تشير إلى موقع السماء وأشهر النجوم فيها ، ويوجد فوق الشبكة مسطرة مستقيمة تدور حول محور ثابت مع قيم الزمن المجودة على طول حافة اللوحة الأم ، وخلف هذا كلّه يوجد جهاز محوري يساعد في قياس ارتفاع النجم ويشكل عادة نقطة بداية إجراء الحسابات ، يتم صنعه من مادة النحاس ، وتغطيه زخرفات ورسومات ، كما يحتوي أعلى الاسطرلاب على حلقة تمكن الفلكي من استخدامه بواسطة حبل يربطه فيها مما يجعل الاسطرلاب يستقيم نحو الأسفل .
أهمية الاسطرلاب :
يعد الاسطرلاب من أقدم الأدوات المستخدمة في حساب الوقت وأغراض مراقبة النجوم وتحديد المواقيت ، حيث مكّن هذا الاختراع علماء الفلك من حساب موقع الشمس والنجوم البارزة بدقة متناهية فيما يتعلق بكل من الأفق وخط الزوال ، كما زوّد الفلكيين بصورة مستوية للكرة السماوية والدوائر الرئيسية التي تمثل حركة الشمس وخط الاستواء والمناطق الاستوائية للسرطان والجدي ، كما كان الاسطرلاب الأداة الأكثر استخداما في العصور الوسطى وبالأخص عند المسلمون حيث استخدموه في قياس ارتفاع الشمس ومعرفة وقت شروق الشمس وتحديد مواقع النجوم البارزة وتقدير وقت الليل والنهار كما استخدم في الملاحة وتحديد موقع القبلة ومواعيد الصلاة .
أشكال الاسطرلاب :
1- الاسطرلاب المسطح
2- الاسطرلاب الكروي
3- الاسطرلاب ذات الحلق
4- الاسطرلاب الخطي
5- الاسطرلاب المعقد
أهمية الاسطرلاب وكيف طوره علماء الفلك المسلمين :
عمل علماء الفلك المسلمين على تطوير الاسطرلاب في القرون الوسطى لما كان لهذا الاختراع أهمية بالغة في استخدام هذا الاختراع الفلكي وخاصة في معرفة مواقيت الصلاة واتجاه القبلة وتحديد فصول السنة ومعرفة وقت شروق الشمس وتحديد مواقيت الليل والنهار .
كما أن ابن الفرازي هو أول من عمل اسطرلاباً مبطحاً ومسطحاً ذو قطب بزورق واحد في الإسلام قبل أن يجعله السجزي زورقاً ذا قطبين بدلاً من واحد ، وقد اخترعت مريم الاسطرلابية أول نموذج من الاسطرلاب المعقد .
ومن الكتب المشهورة في هذا الشأن هو كتاب العمل بالاسطرلاب لعبد الرحمن الصوفي والذي يعد من أهم الكتب في معرفة هذه الآلة وكيفية استخدامها الاستخدام الصحيح .